مـنـتــديـــــات mb

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
مـنـتــديـــــات mb

2 مشترك

    من روائع القصص الأدبية

    avatar
    راجع على بلادي


    عدد المساهمات : 3
    تاريخ التسجيل : 04/06/2009
    الموقع : مرابط على ثرى الوطن الحبيب . . على أمل العودة . .

    من روائع القصص الأدبية Empty من روائع القصص الأدبية

    مُساهمة  راجع على بلادي الجمعة يونيو 05, 2009 6:03 am

    من روائع القصص الأدبية
    يا رب نفسي
    بقلم : بكر مهدي الفرا

    عجيب أمرك يا أبي !! أهكذا يكون الاستقبال ؟!!
    همس أحمد في نفسه ..
    لقد كان يمني النفس برؤية الأهل والديار .. سبعة أعوام قضاها خارج الوطن .. كان خلالها يرى وطنه و أهله أكثر من مرة في اليوم الواحد .. كان ينسج هالات من الشوق و الحنين لرؤيتهم .. إن طيفهم لا يغادر خياله .. حتى أخته فاطمة .. التي ولدت وهو بعيد عنها .. رسم لها صورة في حنايا قلبه .
    كانت فاطمة لا تغيب عنه في الليل ولا النهار .. علم بها .. يناجي طيفها .. يتصورها وهى ذاهبة إلى الروضة بحقيبتها الصغيرة .. ثم وهى في طريقها إلى المدرسة ...
    تخيلها ذات شعر كستنائي .. وعينان عسليتان ، ولسان ألثغ بحرف الراء .. كل هذا كان يسيطر على تفكيره .
    عاد أحمد فاتحا أحضان فؤاده ليضم في حناياه كل من كان يعرف قبل سفره .. والديه .. أخوته .. أعمامه .. عمته .. تلك العمة التي أحبها منذ نعومة أظافره .. عمته التي كانت تعمل له الحلوى وتشتري له كل ما يطلبه من الدكان الذي يجاور بيتهم ، نعم .. دكان العم إسماعيل .. لقد اشتاق إلى العم إسماعيل وأولاده .. وأبناء الحي جميعهم .
    أما الصغيرة فاطمة .. إن لها مكانا خاصا في فؤاده .. فهي آخر مولودة في البيت .. وهي الأنثى الوحيدة من كل إخوته الذكور وقد أنجبتها أمها بعد عشرة أعوام من التوقف الاختياري عن الإنجاب .
    ترى هل غضب والده من مجيئه .. ؟ إن من حق كل غائب أن يعود إلى وطنه وأهله مهما طالت غيبته .. وهو .. أليس هو الابن المدلل لوالديه .. لقد عاد من غربته رافع الرأس بعد أن حصل على ماجستير في الحقوق .. سبعة أعوام قضاها لم ير أهله إلا من خلال الصور والرسائل .. فما بال والده مكفهر الوجه مقطب الجبين ..!!؟
    لم تكتمل فرحة أحمد بعودته .. سأل والدته وإخوته .. ألح عليهم في السؤال .. كل ما كان يسمعه من كل منهم بأن الولد لم يكلم أحد عن تصرفاته تلك وهي ليست وليدة يوم أو شهر .
    ذهب أحمد إلى عمته التي يحبها ويحترمها .. احتضنته وقبلته .. وترقرقت الدموع من عينيها عندما علمت منه ما يزعجه .
    ــ والله يا ابن أخي منذ أكثر من خمسة أشهر و والدك على هذا الحال .. ولا يستطيع أحد أن يكلمه .
    ــ يا عمتي لو مات له عزيز خلال هذه المدة لنسيه !!
    ــ حاول يا ابن أخي أن تستفسر منه .. فلن يبخل عليك بالجواب إنه يحبك كثيرا
    ــ يا عمتاه .. لقد صدمني بلقائه لي .. فلقد خيل إلي أنني قد ارتكبت معه إحدى الكبائر .. من عادة الأب أن يحتضن ابنه ويعانقه ويقبله بعد طول غياب
    ــ يا أحمد .. لقد سمعت والدك يقول أكثر من مرة ليس لنا إلا الرحيل من هذا المنزل ...
    ــ الر .. الرحيل .. ماذا تقولين يا عمتي !!؟
    أظلمت الدنيا في عيني أحمد عندما سمع بكلمة الرحيل .. لابد أن الأمر جد خطير .. إن والده لا يفكر بالرحيل إلا لأمر جلل ، ما معنى يرحل الرجل من بيته الذي بناه لبنة لبنة من عرقه وتعبه ... إن والده معروف عنه الحكمة والروية وهو لا يتخذ القرار جزافا ..
    صمم أحمد على مفاتحة والده .. سأل والدته عنه فأخبرته أنه ذهب إلى أحد أصدقائه كيف يذهب أب إلى أصدقائه وولده .. قد عاد لتوه من السفر بعد غياب سنوات ولازال المهنؤن بسلامته يتوافدون على البيت ..
    أخذ أحمد يستقبل المهنئين بسلامة وصوله وعيناه تبحثان عن شخص واحد .. إنه والده .. وغابت الشمس ولم يعد والده .. وحسب أحمد لغياب والده أكثر من حساب ترى لماذا اختفى والد أحمد ؟ أين ذهب ؟ .. ومن هو الصديق الذي ذهب إليه ؟ .. هل تعرفه الوالدة ..؟ وماذا يفعل أحمد ؟
    أخذ أحمد يقلب كل هذه الأمور والأسئلة في رأسه .. هل يتصل بالشرطة ؟ .. وماذا ستفعل الشرطة .. ؟ !!
    انتصف الليل .. لم يبق أحد من المهنئين بسلامة أحمد .. ولم يعد والده بعد .. استرخى على الأريكة التي كان يجلس عليها .. وذهب في سبات عميق .
    صحا أحمد على أصوات غريبة عليه .. لم يكن يسمعها في حياته قام من نومه فزعا صرخ :
    ــ أبي !! أمي !! ما هذا الذي أسمعه ؟ !!
    نظر أحمد فوجد والده جالسا على سجادة الصلاة يردد :
    ــ حسبي الله ونعم الوكيل
    ــ أبي تقبل الله منك .. لقد بحثت عنك طويلا .. ما هذه الأصوات التي أسمعها ..
    ــ إنك سمعتها لدقائق .. ولكننا منذ خمسة شهور ونحن لا نهنأ في نوم ولا في يقظة منذ أن أقيم هذا المصنع لصناعة الطوب ..
    ــ ولم لا تشتكي ؟! فالضرر يزال ..
    ــ لمن أشتكي إذا كان صاحب المصنع هو مدير الشرطة ؟
    ــ لا يا أبي .. هون عليك .. القانون فوق الجميع .. فلا تيأس .*
    إعداد : راجع على بلادي
    أمير العالم
    أمير العالم


    عدد المساهمات : 17
    تاريخ التسجيل : 29/05/2009

    من روائع القصص الأدبية Empty رد: من روائع القصص الأدبية

    مُساهمة  أمير العالم الجمعة يونيو 05, 2009 1:39 pm

    شكراً على موضوعك
    Very Happy Smile Laughing

      الوقت/التاريخ الآن هو الإثنين مايو 20, 2024 3:04 pm